كلمة السيد عميد الكلية 
أ.م.د.ميمون الخالدي
 

الفن رسالة  المجتمع المتحضر .

منذ بدء الخليقة ، مارس الانسان الفنون ، وبالتالي اشتغلت على عمل كل المتغيرات الاجتماعية تاريخياً . فالفنون تستبطن خبايا المخيلة الانسانية ، لتنطلق عبر اشارات ورموز لتؤكد حضوره الديناميكي في الحياة ، ولذلك ارتبطت الفنون بالتطورات التاريخية للشعوب ، ثم تفاعلت مع منجزات العلم والتكنولوجيا ونظريات المعرفة والتربية للوصول الى الحقيقة من خلال اَليات اشتغالها اي الفنون الدلالية عبر خطاطات أرسالية تراكمية وليس أفقية ، للوصول الى لحظات للكشف عن احداث الحياة بتأمل متفوق ، سياسياً واجتماعياً وثقافياً ونفسياً ، ليس عن طريق التأمل الذهني للظواهر والحقائق فقط؛ وإنما عن طريق الجمال وصنع الجمال الذي يخلق المتعة الذهنية والحسية في آن واحد ، من أجل اشاعة البهجة والدهشة وخلق الطمأنينة في النفس البشرية .

إن افتتاح كلية الفنون الجميلة في جامعة المشرق ، يعتبر خطوة جريئة ونوعية في التعليم الأهلي في العراق متطابقا مع الوعي الجمالي والمعرفي الذي اشرنا الية في البدء ، منطلقين من الارتكاز على مانطلق عليه اكاديمياً ( الفنان الأستاذ ) الذي يعمل جاهداً تطبيقياً وعملياً في ترسيخ أسس الدرس الاكاديمي لنقل الخبرات والمعارف الخاصة بأنواع الفنون ، ثم تطوير أدوات الكلية بشكل خلاق في مجالات فن التصميم داخلياً وطباعياً ، فالفنون التشكيلية رسماً ونحتاً وخزفاً (سيراميك ) وكذلك الفنون المسرحية تمثيلاً واخراجاً ، وكل مايتعلق بفنون السينما والتلفزيون ، لنرفد المجتمع بكوادر مهنية وفنية عالية المستوى في المؤسسات ذات العلاقة وكذلك في مجالات التربوية .